السر وراء الرقم 33 في كنيسة القيامة
أشار القس أرسانيوس صليب، كاهن كنيسة مارمرقس فى ملبورن بأستراليا، إلي أن الأقباط الأرثوذكس يحتفلون اليوم، بما يسمى سبت النور حسب العقيدة المسيحية، وهو يوم مميز جدا يحدث فيه حدث يتكرر كل عام بطريقة إعجازية، وهو انبثاق النور المقدس من القبر الذى يعتقد أن المسيح دفن فيه، حيث يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القبر بعد أن يتم تفتيشه جيدًا، والتأكد أنه لا يحوى أى مصادر للإضاءة أو للنيران واشتعالها، وهذا التفتيش يحدث من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية، ويتم بمنتهى الدقة، وهى الخطوة التفتيشية الثانية، حيث يكون القبر نفسه قد سبق تفتيشه بدقة، وعقب عمليات التفتيش، توضع عليه الأختام الرسمية قبل السماح بدخول البطريرك ببضع ساعات، ويدخل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس بدون ملابسه الأسقفية، فقط مرتديا جلبابا أبيض بسيطا يسمى "تونية"، وهى من ملابس خدمة الكهنوت.
وأضاف "صليب"، أن البطريرك يحمل فقط خلال دخوله القبر حزمة من الشموع بكلتا يديه، ويكون عدد الشموع ٣٣ شمعة ترمز إلى عمر السيد المسيح عند صلبه، وبعد أن يتلو الصلوات المعتادة والخاصة باليوم والساعة لذلك التوقيت، يظهر نور عجيب يضىء الشموع التى يحملها، وذلك قبل أن يخرج بها ويضىء منها بقية الشعب المحتشد خارج القبر المقدس الشموع، التى يحملها فى انتشار وتناقل للفرح، والغريب أيضا فى ذلك الأمر أن هذا النور يظل متقدا لمدة ٣٣ دقيقة من لحظة ظهوره، وبعد ذلك يكتسب خواص النار العادية، والأعجب أيضا أن ذلك النور لا يحرق أى إنسان يلمسه، حسب شهادة الملايين الذين عاصروا الموقف "حتى نهاية الـ٣٣ دقيقة فقط".
ويقول القس أرسانيوس، إن الكتابات التى تتحدث عن هذا النور تعود إلى القرن الرابع الميلادي، حيث وجدت نصوص ليوحنا الدمشقي "علّامة كنسي" وغريغوريوس النيصى "أسقف وعالم عقيدة"، اللذين يذكران انبثاق هذا النور فى القبر المقدس منذ أيام تلاميذ المسيح.
كما أن هناك أيضا قصة مثبتة تاريخيا عن إبراهيم باشا بن محمد على الذى سمع عن هذه القصة، وأراد التأكد من صحتها، فاصطحب بابا الإسكندرية فى ذلك الوقت البابا بطرس الجاولى (١٨١٠ - ١٨٥١) للتأكد مما سمعه عن هذا النور العجيب، ولكى يتأكد أمر بإخراج جميع الحضور من كنيسة القيامة، وطلب من بابا الأقباط الدخول معه للقبر، فطلب منه البابا السماح لبطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول معهم، حيث إن ظهور النور المقدس يتم على يديه منذ مئات الأعوام، وللحفاظ على العلاقة الجيدة معه ومع دولته فسمح إبراهيم باشا له بالدخول معهم، وعندما صلى البطريرك فج النور المقدس بطريقة إعجازية أرعبت إبراهيم باشا وخرج النور المقدس مخترقا أحد الأعمدة وشقه إلى نصفين، ليظهر أمام الجموع الغفيرة خارج الكنيسة التى أخرجها إبراهيم باشا سابقا، ولا يزال هذا العمود موجودا إلى اليوم مشقوقا من المنتصف شهادة على هذه المعجزة.
ويختتم كاهن كنيسة ملبورن، أنه من الجدير بالذكر أن مفاتيح كنيسة القيامة فى عهدة عائلتين عربيتين مسلمتين هما عائلة "نسيبة" وعائلة "جودة" اللتان تسلمتا الإشراف على حفظ مفاتيح كنيسة القيامة وفتحها وإغلاقها يوميا منذ عهد صلاح الدين الأيوبى منذ أيام الفتح العربى لبيت المقدس بعهد الخليفة عمر بن الخطاب.
مصدر الخبر منقول من : جريده الفجر
بلوجر مسيحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق