من التعارف حتى الاتفاق تفاصيل مثيرة في تجارة الأعضاء البشرية
باتت تجارة الأعضاء البشرية رائجة بقوة في المجتمع المصري، واستغل السماسرة وتجار الدم الفضاء الإلكتروني من مواقع إلكترونية وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في الترويج «للتجارة الحرام» من خلال جذب البائعين والمشترين.
«بوابة أخبار اليوم» قامت بالتواصل هاتفيا مع بعض سماسرة تجارة الأعضاء البشرية، وكذلك مع بعض الباعة، وتوصلنا إلى الكثير من التفاصيل المثيرة حول أسماء المستشفيات التي تجرى بها العمليات وأسعار الأعضاء البشرية والإجراءات المطلوبة من المتبرع والوقت اللازم لإتمام البيعة.
«سعر الكِلية»
البداية كانت من صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باسم «مرضى ومتبرعين الكلى Patients and kidney donors» وجاء إعلان منشور بها «مطلوب متبرعين كلى جميع الفصائل عدا المركبة، والتحاليل والأشعة بأكبر معامل بالقاهرة، العملية تتم بموافقة وتحت إشراف وزارة الصحة، مستشفى خاص وجراحة تجميل، مكافأة مالية من المريض للمتبرع، للجادين فقط التواصل خاص أو على رقم ، العمر لا يزيد عن 45 سنة».
قام المحرر بالتواصل هاتفيا مع السمسار وأبلغه أنه يريد بيع كليته، فسأله السمسار كم عمرك؟ أبلغه 26 عاما، ما فصيلة الدم؟ أجابه O+، أين تسكن؟ أجابه من محافظة سوهاج وأقيم في القاهرة، وسأل المحرر من أي مركز؟ ومن أي قرية؟ وتم التعارف بين المحرر والسمسار الذي تبين أنه كذلك من محافظة سوهاج مركز طما قرية «مشتا».
سأله المحرر: كم ستدفعون ثمن الكلية؟ أجاب أن السعر يبدأ من 40 ألف جنيه وقد ترتفع حتى 60 ألف جنيه أو 100 ألف جنيه حسب نتيجة التحاليل والأشعة التي تثبت إذا كان المتبرع يتمتع بصحة جيدة أم لا، أجابه المحرر أنه في مقتبل العمر ويتمتع بصحة جيدة جدا فكان رد السمسار «يا مسهل كل بضاعة ولها ثمنها والتحاليل والأشعة تكشف كل حاجة».
سأل المحرر السمسار: ما المطلوب من أوراق وإجراءات أجابه «أرسل لي على الواتس أب صورة البطاقة الشخصية وصورة شخصية وتحليل فصيلة الدم للتأكد منها».
سأل المحرر السمسار هل المستشفى جيدة من حيث توافر الإمكانيات؟ أجابه أن المستشفى ستكون على أعلى مستوى وسيحددها المريض الذي سيتم زرع الكلى له من المتبرع، وذكر أسماء مستشفيات كبرى يجرون بها العمليات مثل: م.ط.ع، د.ف، م.م.د، وكلها أماكن مشهورة وأسماء كبيرة.
سأله المحرر: كيف ستتم موافقة وزارة الصحة؟ إذ أن القانون نص على ضرورة أن تكون هناك صلة قرابة حتى الدرجة الرابعة بين المتبرع والمريض، فأجاب السمسار هذا ليس شرطا، وأنهم يستخرجون للمريض قيد عائلي بأنه ليس لديه أقارب كي يتبرعون له، وبالتالي يحصلون على موافقة من المستشفى بأن يتبرع له شخص «أجنبي» ليس ذو صلة قرابة مع المريض.
وأكد السمسار أن جميع إجراءات المستشفى والموافقات سوف يستخرجها، وأن تسليم المتبرع المبلغ المالي سيكون قبل إجراء العملية بساعة إذ يجب عليه أن يحضر أحد أقاربه أو أصدقائه كي يستلم المبلغ عند ارتداء زي دخول غرفة العمليات، ويتم تصوير الشخص مستلم المبلغ صوت وصورة ويقر بأنه تسلم المبلغ المالي.
وأوضح السمسار أن هذه الترتيبات وإجراء العملية لن تستغرق أكثر من شهر، موضحا أنه ينتظر إرسال الأوراق على «الواتس أب» كي يتم تحديد مواعيد إجراء التحاليل والأشعة في المعامل وبعدها يتم الشروع في استخراج الموافقات من المستشفى التي تجرى بها العملية الجراحية.
«دفعة تحت الحساب»
وفي تجربة أخرى قمنا بها عن طريق الوصول إلى إعلان آخر على صفحة «متبرعين كلى للأهمية» بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حيث يوجد إعلان بها «مطلوب متبرعين ومتبرعات كلى بأقصى سرعة داخل مصر الفصيلة المطلوبة O فقط، المبلغ 45 ألف جنيه، وستتم العملية في أكبر وأفضل المستشفيات الخاصة تحت إشراف قانوني وطبي كاملين من يرغب بالتبرع بشرط الجدية التواصل على رقم. وكامل التفاصيل على الخاص مع تجهيز صورة بطاقة شخصية وصورة تحليل فصيلة الدم أرجو الجدية والالتزام».
قمنا بالاتصال هاتفيا على الرقم المرفق بالإعلان وأول سؤال من السمسار كان هل أنت جاد بالفعل؟ فأجابه المحرر أنه جاد بالفعل ويحتاج المبلغ المالي للضرورة لشراء شقة الزوجية الخاصة به، أطمأن السمسار وبدأ في ذكر التفاصيل إذ طلب تحليل فصيلة الدم O وصورة البطاقة وصورة شخصية ويتم إرسالهم على «الواتس أب».
وأكد السمسار أن التحاليل والأشعة سيتم إجرائها أولا للتأكد من المتبرع ومطابقته للفصيلة المطلوبة ، ويتم إجراء العملية في مستشفى شهير بالقاهرة، وسيتم عمل محضر تنازل وإجراءات قانونية كاملة.
وسأله المحرر عدة أسئلة للاستفسار عن اسم المستشفى إلا أنه رفض الإفصاح عن اسم المستشفى وبدأ في الشك وطلب عدم السؤال عن هذه الأسئلة التي تقلق قائلا «شغلنا ده كله مشاكل وممكن نضيع كلنا أبعت لنا الأوراق المطلوبة علشان نطمن لك ونحدد مقابلات وتعمل التحاليل والأشعة المطلوبة والإجراءات القانونية وبعدها تدخل تعمل العملية».
«الحاجة للمال»
قمنا بالتواصل مع بعض الشباب الراغبين في بيع أعضائهم البشرية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تاركين أسمائهم وأرقام هواتفهم، إذ يقول أيمن محمد، صاحب الـ37 عاما، بعدما أخبرناه أننا نبحث عن متبرعين بمقابل مادي لأحد أقاربنا «أسكن بمنطقة فيصل وأرغب في بيع كليتي مقابل 100 ألف جنيه لأني أمر بظروف مادية صعبة للغاية وفصيلة دمى A+ ، ومستعد لأي فحوصات طبية وصحتي جيدة جدا وهعمل تنازل في الشهر العقاري».
وذكر أحمد علي، صاحب الـ28 عاما: «أريد التبرع بكليتي بمبلغ 80 ألف جنيه، ومستعد لأي فحوصات وتحاليل، محتاج فلوس ضروري».
مصدر هذا الخبر منقول من : اخبار اليوم
بلوجر مسيحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق