بلوجر مسيحى غير تابع لاى كنيسة

تفاهمات كبرى ولحظات مهمة من تاريخ الشرق الأوسط

بلوجر مسيحى

مشرف

المزيد

ليست هناك تعليقات

تم النشر فى قسم

تم النشر منذ

تحميل ...
تفاهمات كبرى ولحظات مهمة من تاريخ الشرق الأوسط

صورة موضوع تفاهمات كبرى ولحظات مهمة من تاريخ الشرق الأوسط


سامي كليب
يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو يوم الأربعاء للقاء الرئيس فلاديمير بوتين. ستكون هذه ثالث زيارة له الى الكرملين في أقل من عام والثانية في أقل من شهرين. ثمة هدف واحد لكل هذه الزيارات: إبعاد شبح إيران وحزب الله عن الحدود بعد فشل إسرائيل وحلفائها في إسقاط محور المقاومة في سوريا. لكن هذه المرة يذهب نتنياهو ليُكمل ما بدأه سابقا مع بوتين، حيث يبدو أن ثمة اتفاقا ضمنيا حصل، وللأردن دور فيه، يقضي بالقبول بعودة الجيش السوري الى الحدود مع الشرطة الروسية فقط. فليس من قبيل الصدفة ان يستقبل بوتين نتنياهو قبل أيام فقط من القمة الاميركية الروسية، موسكو تدفع اسرائيل للضغط على اميركا حيال الدور الروسي في سوريا. بدا هذا واضحا من خلال ترويج رئيس الوزراء الاسرائيلي للدور الروسي في خلال زيارته الاخيرة الى الاتحاد الاوروبي .
دعونا الآن، نتحدث بالمنطق وبمصالح الدول لا بالرغبات والمشاعر عديمة الفائدة في هكذا أوقات. ولنلاحظ التالي:
• أولا : إن وصول الجيش العربي السوري الى معبر نصيب والسيطرة على معظم درعا، جاء بعد ٨ سنوات من القتال المُضني والتكاليف البشرية والمادية الباهظة التي دفعها الجيش وحلفاؤه من روسيا وإيران وحزب الله والحزب القومي السوري الاجتماعي وغيرهم. بهذا المعنى العسكري، حقق محور المقاومة وروسيا (التي لم تعتبر نفسها ولا مرة في هذا المحور) انتصار عسكريا يجعل الحرب السوري تشارف فعلا على نهايتها لصالحهم وبتسليم أميركي. لا شك ان الجيش السوري بهذا المعنى أيضا كرّس نتيجة عسكرية تستحق التدريس كنموذج في حروب طاحنة كانت الانتصار فيها مخالفا كل حدود المنطق.
• ثانيا : ما كان يُمكن الوصول الى هذه النتيجة بلا تفاهمات دقيقة رعتها روسيا وشملت ضباطا أميركيين وإسرائيليين واردنيين وقادة من الفصائل المسلحة الذين وجدوا أنفسهم ضائعين بعد تخلي الأطلسي عنهم، وتفكك المنظومة العربية والتركية من حولهم في سياق مصالح إقليمية ودولية تتخطى اللاعبين الصغار. فلا ننسى ان وزير الحرب الإسرائيلي أفغيدور ليبرمان (الروسي الأصل كما أكثر من مليون و٣٠٠ ألف يهودي في إسرائيل حيث انه من مواليد مولدوفيا السوفياتي سابقا عام ١٩٥٨) التقى مرارا بمسؤولين روس في الآونة الأخيرة كما أن رئيس الشرطة الروسية زار إسرائيل والتقى مسؤوليها أكثر من مرة. لا ننسى كذلك أن تسريع وتيرة السيطرة على معبر نصيب جاءت في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الى موسكو ولقائه المهم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. (ربما الإشارة مفيدة الى ان الصفدي ينتمي شخصيا الى طائفة الموحدين الدروز الذين يعيشون حساسية خاصة عند الحدود منذ بداية الحرب السوري وهو من منطقة الزرقاء)
• جاءت السيطرة على القسم الأكبر من درعا ومعبر نصيب، بعد قبول سوري بإرسال وفد الى لجنة صياغة الدستور الجديد التي ترعاها موسكو، وذلك بغية الإيحاء (أنا أقول الإيحاء) بأن دمشق قابلة بحلول سياسية لجهة تعديل الدستور واشراك قسم من المعارضة (المقبولة) في الانتخابات المقبلة وفي الحكومة. لكن الأكيد أن لا دمشق ولا موسكو ولا طهران ستقبل اليوم ما رفضته في خلال ٨ سنوات من فرض عدم ترشح الأسد لولاية جديدة ولن تقبل بحضور قوي للمعارضة في مستقبل سوريا.
• كان لافتا، وعلى الأرجح بدون اتفاق مسبق أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قال ان الرئيس ” الأسد لا يشكل مشكلة استراتيجية لأميركا وانما المشكلة هي إيران”. صحيح أن الهدف هو اقناع روسيا ودمشق بإبعاد إيران وربما زرع الشقاق، لكن الصحيح أيضا انه ما عاد أمام واشنطن وإسرائيل وبعض الدول العربية الا محاولة تخفيف دور إيران في المنطقة بعد العجز عن اسقاط الأسد بالقوة. هذا هو الثمن الوحيد المطلوب حاليا. لذلك فان باروميتر الاتفاقيات سيظهر لاحقا حين تقترب القضية من الجولان، حينها فقط سنفهم هل قطعت التفاهمات التي ترعاها روسيا شوطا فعليا أم لا.
• كان لافتا أيضا في الآونة الأخيرة، ان الرئيس الأسد أكد في تصريح لقناة NTV الروسية أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2021، وقال ” إن هناك عاملين لهذا الترشح: الأول هو رغبتي، أما العامل الثاني فيتوقف على إرادة الشعب السوري وما زال أمامنا ثلاث سنوات أخرى”، هكذا موقف يساهم طبعا في زرع البلبلة عند الخصوم، لكنه يمنح الروس هامشا واسعا للتفاوض مع الاميركيين.
• لا شك أن سيطرة الجيش العربي السوري برعاية روسيا على معبر نصيب والجزء الأكبر من درعا، كان مطلوبا بشدة الآن قبل لقاء الرئيسين الروسي والأميركي في هلسنكي في 16 تموز الجاري. هناك ستصاغ تفاهمات دولية فعلية، في حال تخفف دونالد ترامب من الضغوط الداخلية الهائلة عليه حيال روسيا، وفي حال نجح هو وبوتين في ذلك، فلا شك ان الحرب السورية ستكون دخلت فعليا في مرحلة النهاية…
لكن السؤال هو التالي، ماذا بعد انتهاء الحرب السورية في ما يتعلق بصفقة القرن؟ ما هو حجم التفاهمات الممكنة؟ أعتقد أن هذا هو السؤال المركزي حاليا، لأن أميركا كانت ولا تزال أمام ٣ هواجس أساسية، حماية إسرائيل ضد كل العرب (كل العرب أكرر)، واضعاف محور المقاومة وعلى رأسه ايران، وضمان المصالح الاميركية بعد تسليم سوريا الى روسيا……ولا شيء يبرر كل الضغوط الاميركية على ايران، والتحاق بعض الاوروبيين بها، سوى هذه الهواجس….
أما روسيا فهي تحاول لعب دور الوسيط، وتأمل ان تقنع سوريا وإيران وحزب الله وإسرائيل، بالعودة الى منطق مفاوضات السلام وذلك بالتفاهم الضمني مع أميركا.
لا شك أننا أمام لحظات مهمة من تاريخ الشرق الأوسط، جديرة بالمراقبة الدقيقة….فاسرائيل ستعمل ما تستطيع ( حتى الحرب) في محاولة لمنع ايران وحزب الله من الاستقرار عند حدودها… وربما ليس من مصلحة أحد لا إسرائيل ولا ايران ولا حزب الله ولا سوريا الذهاب صوب الحرب…. التفاهمات مطلوبة اذن، لكن المهم ما هي حدودها…ولعل ما حصل في درعا هو جزء بسيط من هذه التفاهمات … لننتظر ونرى.

منقول

بلوجر مسيحى

مشاركة الموضوع

انسخ كود الشكل الذى تريده وضعه فى تعليق
اذا كنت لا تملك حساب على بلوجر قم بإختيار التعليق باسم " مجهول "
تعليقات بلوجر
تعليقات الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

  • الإشعارات
  • من نحن

  • اتصل بنا

  • ×

ادخل الاسم (إختيارى)

ادخل البريد الإلكترونى (مطلوب)

ادخل الرسالة (مطلوب)