إدارة ترامب تفشل في إقناع مصر بالتراجع عن الأزمة القطرية
دولة ما بعد 30 يونيو تدرك أهمية الوضع الخارجى وتحسين العلاقات مع دول العالم وتهدئة أوضاع دول الجوار، ودائما ما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن سياسة مصر الخارجية لا تتغير، ومن هذا المنطلق حرص “السيسي” على بناء علاقات قوية وحميمة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وحاول خلال زيارته الأخيرة لواشنطن زيارة العديد من المؤسسات الأمريكية من أجل توضيح الدور المصرى في محاربة الإرهاب، وتقديم كل المساعدات الممكنة لمواجهة التكفيريين ومن يدعمهم ويمولهم وكان موقف مصر واضحا.
صاحب القرار
في المقابل اتضح أن الإدارة الأمريكية التي يرأسها ترامب ليست وحدها صاحبة القرار في كل شيء داخل أمريكا، وأن دورها لا يتعدى كونها تنفذ السياسة الأمريكية التي تم الاتفاق عليها منذ سنوات طويلة، وتحاول المؤسسات الأمريكية فرض سطوتها على الدولة المصرية منذ تولى “السيسي” حكم البلاد ولم تنجح، وتزداد ضيقا كلما توسعت دولة 30 يونيو الجديدة في علاقاتها الدولية وسياستها الخارجية والتمسك بالقرار المصرى السليم في العديد من الملفات القومية والعربية التي تلعب مصر دورا مهما فيها.
مصادر دبلوماسية كشفت لـ«فيتو»، أن أمريكا تحاول أن تمارس سلطتها في فرض بعض الأمور على مصر والتدخل في تغيير بعض القرارات، مشيرة إلى أنه في الماضى كانت تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا في التأثير على بعض القرارات المصرية قبل ثورة 25 يناير، وكانت تنجح في ذلك بسبب إرضاء مصر لها من أجل المعونة، رغم أنها فرض عين على الأمريكان خاصة أنها التزمت بها خلال اتفاقية السلام بإعطاء مصر وإسرائيل معونة لتطوير بعض المجالات منها العسكري، وليست عطفا منها على مصر، وهو ما تعاملت به الدولة المصرية بعد إعلان الكونجرس عودة المعونة مرة أخرى منذ شهور، ولم تخرج أي تعليقات رسمية بذلك.
دول كبرى
وأكدت، المصادر ذاتها، أن المعدات العسكرية التي كانت ترسلها أمريكا منذ بداية المعونة لم تكن كاملة الأجزاء، وكانت في أغلب الأوقات ترسل قطع الغيار ناقصة، حتى تستطيع أن تفرض قرارا ما على مصر، لكنها في الوقت الحالى وجدت صعوبات بالغة في فرض سطوتها على مصر، وقامت دولة 30 يونيو بالتواصل مع دول كبرى لتحديث السلاح المصرى وعدم الاعتماد على دولة واحدة، مؤكدة أن هناك بعض المعدات الأمريكية تم تكهينها، تجنبا للتواصل مع الجانب الأمريكى ومحاولة استرضائه والتوسل لإرسال قطع الغيار لها، مشيرة إلى أن القوة العسكرية المصرية الآن أصبحت تفرض نفسها بين دول الصفوف الأولى للقوى العظمى في العالم من خلال التطوير والتحديث المستمر والنجاحات المحققة في الحرب على الإرهاب وهو ما يدفع العالم إلى تنظيم مناورات تدريبية معها بشكل منتظم.
وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت عودة مناورات النجم الساطع بهدف سياسي وهو التقارب مع مصر بشكل أكبر، خاصة أنها وجدت مصالحها مع القاهرة غير مستقرة بعد نجاح السياسة المصرية الخارجية، فقررت إعادة مناورات النجم الساطع، لكن بعدد أقل من الجنود السنوات الماضية.
وقالت المصادر: هناك ضغوط كبيرة تمارس على مصر من قبل الولايات المتحدة بهدف التراجع عن بعض الشروط المقررة من الدول الأربعة المحاصرة لقطر، لكنها باءت بالفشل ولم تؤثر على السياسة المصرية، فضلا عن محاولات منع صدور قانون الجمعيات الأهلية الذي كانت تُبذل فيه جهود مكثفة من قبل بعض أعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية لمنع صدوره تحقيقا لمصالحها، لكن السيادة المصرية لم تسمح بذلك، وهو ما كشفت عنه الأيام القليلة الماضية بصدور قرار من واشنطن بحجب مساعدات لمصر 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى، بزعم إخفاقها في تحقيق تقدم بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية، وهو ما يكشف نوايا الأمريكيين بمحاولة ممارسة ضغوط في ملفات متعددة على مصر ولكن لن تفلح لأن الدولة المصرية برئاسة السيسي مصرة على عدم السماح لأحد بالتدخل في شئونها.
اتجاهات رئيسية
من جانبه كشف اللواء أركان حرب عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن قرار الإدارة الأمريكية بنقص المعونة ووقف صرف جزء منها يأتى بسبب ثلاثة اتجاهات رئيسية نجحت مصر في تحقيقها، في مقدمتها ما صدر منذ أيام بمصادرة أموال 16 إخوانيا، إلى جانب التحفظ على أكثر من 15 شركة مملوكة لقيادات من الجماعة المحظورة، وكذا رفض مصر السياسات الأمريكية التي مارستها خلال الفترة الماضية من أجل التنازل عن بعض الشروط المفروضة على قطر ومحاولة التراجع عن قرار الحصار، رغم أن هناك دولا خارج الدول الأربع الرسمية المقاطعة لقطر أيدت القرارات التي اتخذتها مصر وحلفاؤها.
وأكمل: وهناك سبب آخر يتمثل في تحسن علاقات مصر الخارجية، وهو ما يثير غضب الإدارة الأمريكية، خاصة أن مصر تواصلت مع الدول العظمى في العالم وكان آخرها الصين والتي دعت السيسي لحضور قمة بريكس الصينية التي تضم دولا كبرى، وهو أمر “ليس على هوى أمريكا”.
الكونجرس
فيما قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية الخبيرة في الشئون المصرية الأمريكية: النظام الأمريكى تحكمه التوازنات ولا ينفرد الرئيس الأمريكى بالحكم، والمساعدات الأمريكية كانت موجودة بالفعل، السنة المالية في أمريكا تنتهى في سبتمبر المقبل وكانت الإدارة الأمريكية ستقوم بسحب جزء منها.
وأضافت: القرار الأخير بتقليل المعونة صدر عن الكونجرس الذي لا يتوافق مع السياسة المصرية، وكانت له اعتراضات على قانون الجمعيات الأهلية الذي اعتمدته الدولة رسميا منذ أيام، ويرجع السبب أن الولايات المتحدة لديها قانون صادر في 2004 أن أي دولة تحصل على مساعدات لا بد أن يكون جزء منها للمجتمع المدنى وهى نقطة خلاف مع مصر منذ صدور القانون وأن الكونجرس له اعتراضات على بعض مواد قانون الجمعيات الأهلية.
وأشارت إلى أن قطر لن تقلل جهودها في “تأليب الكونجرس والإدارة الأمريكية علينا”، وستحاول أن تمارس ضغوطا لإزعاج مصر، بعد ما كشفتها الدولة المصرية أمام العالم.
هذا الخبر منقول من : موقع فيتو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق